حقيقة قصة دمية لابوبو.. بين الأسطورة والفن والتسويق

انتشرت صورة دمية غريبة الشكل تدعى لابوبو (Labubu) بسرعة مذهلة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت ترندًا عالميًا يثير الفضول والدهشة في آنٍ واحد. ملامحها الغريبة، وجهها العابس، وأسنانها العشوائية التي تشبه أسنان وحش صغير، جعلتها موضع نقاش بين ملايين المستخدمين حول العالم. فهل هي مجرد لعبة؟ أم أنها تنتمي إلى عالم فني خفي لا يعرفه كثيرون؟
في هذا المقال، نأخذكم في رحلة استكشافية عن دمية لابوبو، نتعرف فيها على أصلها، قصتها، ولماذا تصدرت التريند فجأة في عام 2025، وما الذي جعل الناس ينجذبون لها رغم مظهرها غير المألوف.
سنجيب على الأسئلة التي تدور في ذهنك: هل هي دمية مرعبة؟ من صممها؟ هل لها معنى ثقافي أو فني؟ وهل فعلاً وصلت إلى مزادات بأسعار خيالية؟
ما هي دمية لابوبو؟ ولماذا شكلها غريب؟
لابوبو ليست دمية عادية تباع في محلات الألعاب، بل هي جزء من سلسلة تماثيل فنية تعرف باسم “The Monsters” والتي أنشأها الفنان كين نينغ (Kasing Lung)، وهو رسام ومصمم شخصيات من هونغ كونغ اشتهر بأسلوبه الغريب والساخر في الرسم.
تم تصميم لابوبو لتجسد شخصية مخلوق صغير مشاكس، يمتلك طاقة طفولية، لكنه لا يخلو من الحدة أو العدوانية أحيانًا، ويعكس في ملامحه مشاعر التمرد والغرابة والبراءة في آنٍ واحد. وجهها غير متناظر، أسنانها بارزة، وعينيها صغيرتان، مما يجعلها محببة للبعض ومرعبة للبعض الآخر!
من هو مبتكر لابوبو؟ فنان خلف صدمة فنية!
وراء هذه الدمية تقف عبقرية الفنان Kasing Lung، والذي بدأ مشواره الفني كرسام كتب أطفال، قبل أن يتوجه إلى عالم التصاميم المجسمة والشخصيات الغريبة. في عام 2014، أطلق مجموعته الأولى من الكائنات المتخيلة والتي تضم لابوبو، وسرعان ما لاقت نجاحًا كبيرًا بين جامعي الدمى والمقتنيات الفنية.
ما يميز أعماله هو الدمج بين الفانتازيا والطفولة والغرابة، حيث لا تنتمي شخصياته إلى أي تصنيف محدد، مما يفتح المجال للتفسيرات المختلفة، ويثير التساؤلات العميقة حول الجمال والقبح، والطفولة والرعب.
هل لابوبو مجرد لعبة أطفال أم فن معاصر؟
رغم أنها تبدو كلعبة، إلا أن لابوبو تصنف ضمن تماثيل الـ Art Toys، وهي حركة فنية معاصرة تمزج بين الفن والثقافة الشعبية. يتم تصنيعها بأعداد محدودة، وتباع بأسعار قد تصل إلى آلاف الدولارات، وغالبًا ما يتم عرضها في معارض فنية أو مزادات مقتنيات.
المثير أن بعض إصدارات لابوبو النادرة تم بيعها بأكثر من 2000 دولار للقطعة الواحدة، ما يجعلها حلمًا لهواة الجمع حول العالم.
لماذا أصبحت دمية لابوبو ترندًا في 2025؟
السبب وراء تصدر دمية لابوبو للترند في 2025 يعود إلى عدة عوامل:
- انتشار فيديوهات ساخرة ومخيفة في الوقت نفسه على TikTok وInstagram تسخر من شكل الدمية.
- ردود الفعل المتباينة: بين من وجدها مرعبة ومرعبة جدًا، ومن أحب طرافتها وميزتها.
- ترويج محدود ومقصود من بعض المؤثرين الذين ظهروا وهم يتحدثون عن “قوة خارقة” أو “لعنة” مرتبطة بها، ما زاد من فضول الجمهور.
- مزادات إلكترونية تجاوز فيها سعر بعض النسخ حدود الخيال، مما جذب اهتمام المستثمرين وهواة الكولكشن.
هل دمية لابوبو مرعبة فعلًا؟
الجواب يختلف من شخص لآخر، فبينما يراها البعض مرعبة بسبب أسنانها وعينيها وابتسامتها الغريبة، يراها آخرون رمزًا فنيًا للتمرد والتفرّد. لابوبو ليست مرعبة بالمفهوم التقليدي، لكنها تُخاطب مشاعر غريبة ومتناقضة داخلنا.
البعض يقارنها بشخصيات مثل Chucky أو Wednesday Addams، ولكنها في الواقع ليست موجهة للأطفال، بل للكبار الذين يعشقون الغرابة والفن غير التقليدي.
هل تملك لابوبو قصة أو معنى رمزي؟
صحيح. بحسب ما صرّح الفنان Kasing Lung، فإن شخصية لابوبو تمثل الجانب “الجامح” من الطفولة، عندما يكون الطفل متمردًا على القوالب، لا يخاف من التعبير، حتى وإن بدا شكله غريبًا. لابوبو تقول: “من حقي أن أكون كما أنا، لا كما يريدني الناس”.
ما هي أشهر إصدارات لابوبو؟ ولماذا تُباع بأسعار خيالية؟
أشهر إصدارات لابوبو:
- Labubu Forest Concert
- Labubu Halloween Edition
- Labubu Angel & Devil
- Labubu Gold Limited
بعض هذه الإصدارات طرحت فقط في معارض مغلقة أو مناسبات خاصة، مما جعلها نادرة جدًا، وبالتالي أصبح سعرها مرتفعًا جدًا. جامعو الفن والمشاهير في آسيا يشترون هذه الدمى ويعرضونها كرموز للذوق الفني العالي.
هل هناك خطر من اقتنائها أو قصص “لعنة لابوبو”؟
انتشرت شائعات عبر الإنترنت عن أن بعض من اقتنوا لابوبو تعرضوا لكوابيس أو حوادث غريبة. ولكن لا يوجد دليل علمي أو منطقي على أن للدمية أي علاقة بتلك الأحداث. ما جرى هو فقط أسلوب تسويقي غير مباشر، وربما بعض المصادفات التي تحولت إلى إشاعات، ساهمت في زيادة شعبيتها.
الفقرة الختامية: ماذا تقول لنا لابوبو عن الجمال والاختلاف؟
لابوبو ليست مجرد دمية، بل مرآة تعكس كيف تغيرت مفاهيمنا حول الجمال، الفن، وحتى “اللعب”. هي تذكير بأن الجمال ليس دائمًا في التماثل، وأننا كبشر قد ننجذب لما يخرج عن المألوف. وربما هذا ما يجعل لابوبو أكثر من مجرد لعبة… إنها قصة، فكرة، وصوت مختلف في عالم أصبح فيه كل شيء متشابهًا.