أخبار العرب

من هي سلام أبو الهيجاء؟ أول أردنية مرشحة لريادة الفضاء 2025

في إنجاز غير مسبوق، أعلنت المهندسة الأردنية سلام أبو الهيجاء عبر حسابها الرسمي على إنستغرام أنها أصبحت أول أردنية يتم ترشيحها رسميًا لتكون رائدة فضاء. هذا الإعلان لم يمر مرور الكرام، بل أشعل مواقع التواصل الاجتماعي وأعاد الأمل في نفوس آلاف الشباب العربي الطموح.

فمن هي هذه المهندسة التي قررت تحدي المستحيل؟ وكيف وصلت إلى هذه المرحلة المتقدمة من أحلام الفضاء؟ دعونا نستعرض قصتها الملهمة، بالتفصيل.

سلام أبو الهيجاء: أول مرشحة أردنية لريادة الفضاء

أكدت سلام في منشورها أنها ستخضع لبرنامج تدريبي مكثف مع Titans Space Industries Inc، وهي مؤسسة فضائية دولية. التدريب سيستمر لمدة ثلاث سنوات، تمهيدًا للمشاركة في رحلة فضائية مدارية تنطلق في عام 2029.

وستُنفذ الرحلة على متن مركبة “Titans Genesis“, التي ستدور حول الأرض على ارتفاع يبلغ 300 كيلومتر فوق السطح، وتستمر في المدار لمدة 5 ساعات، منها ثلاث ساعات في بيئة خالية تمامًا من الجاذبية الأرضية.

سيغطي البرنامج التدريبي مجالات متقدمة مثل:

  • الملاحة والعمليات المدارية
  • الأنظمة الهندسية الفضائية
  • التكيف مع بيئات انعدام الجاذبية
  • محاكاة الحياة داخل المركبات الفضائية

من هي سلام أبو الهيجاء؟

سلام أبو الهيجاء هي مهندسة أردنية متخصصة في مجال الهندسة الميكانيكية، وهي خريجة جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. منذ نعومة أظفارها، كان شغفها منصبًا نحو الفضاء، فاختارت تحويل حلمها إلى مسار علمي ومهني حقيقي.

تميزت منذ المراحل الدراسية الأولى في الفيزياء والرياضيات، مما منحها قاعدة علمية قوية لدخول عالم الفضاء، الذي يتطلب قدرات عالية في التحليل والفهم الهندسي والابتكار.

إنجازات سلام أبو الهيجاء في عالم الفضاء

لم تكتف سلام بتحقيق الحلم النظري، بل انطلقت نحو العمل الفعلي في مجال الفضاء، محققة إنجازات عديدة، منها:

  • أول فتاة أردنية تُرشّح رسميًا لمهمة فضائية مدارية
  • أول مصممة أردنية لبدلات الفضاء، حيث ابتكرت بدلة متطورة تستخدم تقنية حديثة لحل مشكلات التبريد
  • شاركت في مسابقة عالمية لاختراع وتصميم بدلات الفضاء، وتفوّقت على منافسين من مختلف دول العالم
  • أول فتاة محجبة وسفيرة عربية تُشارك في الاحتفال العالمي Yuri’s Night لاستكشاف الفضاء في لوس أنجلوس

المشاركات الدولية والتمثيل العلمي

مثلّت سلام الأردن في العديد من المؤتمرات والمنتديات العلمية الدولية، وكانت صوتًا عربيًا نسائيًا متميزًا في الفعاليات المرتبطة بالاستكشاف الفضائي.

قدّمت خلال مشاركاتها أوراقًا علمية حول تكنولوجيا الفضاء، ونظمت ورش عمل تثقيفية في دول عربية مختلفة، كما دعمت جهود رفع الوعي بثقافة الفضاء داخل الأردن، مستهدفة فئة الشباب والطلاب والمهندسين.

ريادة الأعمال الفضائية

في بادرة جديدة على مستوى الوطن العربي، أسست سلام شركتها الخاصة تحت اسم “درع وتكنولوجيا”، وتهدف إلى تصميم وتطوير البدلات الواقية، ليس فقط للفضاء، بل لأي بيئات عمل خطرة، مثل المختبرات الكيميائية أو محطات الطاقة النووية.

حصلت الشركة الناشئة على دعم من مؤسسات أردنية ودولية، ويُنتظر أن تكون قاعدة انطلاق لابتكارات جديدة في مجال التكنولوجيا الوقائية.

ما أهمية هذه الخطوة للأردن والعالم العربي؟

ترشيح سلام أبو الهيجاء لريادة الفضاء يُمثل لحظة مفصلية في تاريخ المرأة العربية، إذ أنه يعكس قدرة النساء العربيات على اقتحام مجالات علمية متقدمة، لطالما ارتبطت حصريًا بالغرب.

كما أنه يبعث برسالة قوية إلى الشباب بأن الحدود لم تعد كما كانت، وأن الطموح العلمي لم يعد حكرًا على أحد، بل هو نتيجة للإصرار، والاستعداد، والعمل المستمر.

السلام في الفضاء: الحجاب والعلم لا يتعارضان

واحدة من أكثر الجوانب التي أثارت الإعجاب في قصة سلام هي حفاظها على هويتها الثقافية والدينية، دون أن يؤثر ذلك على طموحها أو يحد من مشاركتها العالمية.

سلام تظهر بالحجاب في جميع الفعاليات الرسمية، وتمثل بذلك نموذجًا ملهِمًا للفتيات المسلمات بأن الحجاب لا يُعيق التقدّم، بل يمكن أن يكون رمزًا للفخر والتميّز في المحافل الدولية.

ماذا بعد؟

تبدأ رحلة سلام مع التدريب المكثف خلال أشهر قليلة، وستكون تحت أعين ملايين العرب والمتابعين في العالم. الجميع يترقّب هذه المغامرة التي قد تُعيد تشكيل صورة المرأة العربية في فضاء العلم والابتكار.

وفي حال نجحت في إتمام مهمتها المدارية في 2029، ستكون أول عربية تطوف بالأرض في مدار فضائي، وتكون بذلك قد كتبت فصلًا جديدًا في كتاب الإنجازات النسائية العربية.

خاتمة

سلام أبو الهيجاء ليست فقط مهندسة أو رائدة فضاء مرتقبة، بل هي قصة إلهام كاملة. قصة فتاة حلمت، درست، اجتهدت، وأثبتت أن السماء ليست الحد، بل مجرد بداية.

ففي زمن تتسابق فيه الدول الكبرى لاستكشاف المريخ، تفتح سلام بابًا للأردن والعرب للمشاركة الفعلية في هذا السباق العلمي. ومن يدري؟ ربما نرى يومًا ما اسمها على لائحة رواد المريخ أيضًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى