أخبار العرب

عيد الغدير والجدل السني – الشيعي

الاحتفال عبر العصور: من السرية إلى الرسمية

بينما يحتفل المسلمون الشيعة سنويًا بذكرى عيد الغدير : جدلية الاسم وتاريخ الاحتفال، يُطرح السؤال حول أصل هذه المناسبة ودلالاتها العقائدية والتاريخية. تابع التفاصيل عبر mogazalkhabar.com، لنستعرض سويًا جذور هذه الذكرى وتحولها من لحظة دينية إلى جدل فكري وسياسي.

بين غدير خم وعيد الولاية: المعنى والرمز

حيث يُعرف عيد الغدير في الأدبيات الشيعية أيضًا باسم “عيد الولاية”، يُنسب إلى واقعة تاريخية يُقال إنها جرت في غدير خم. في هذه المناسبة، يُعتقد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.

من جهة أخرى، يُفهم هذا الحديث لدى أهل السنة كتكريم لعلي بن أبي طالب، لا كإعلانٍ بالخلافة. أما الشيعة، فيرونه إعلانًا واضحًا بالإمامة. هذه الثنائية التفسيرية تُبرز جدلية الاسم وتاريخ الاحتفال، التي تشكل نقطة خلاف مركزية بين الطائفتين.

الاسم بين الدلالة اللغوية والعقائدية

أما من الناحية اللغوية، فكلمة “الغدير” تعني مجرى ماء صغير. لكنها عند الشيعة تحمل بعدًا عقائديًا ضخمًا، حيث تُحمل رمزية “الولاية” كركيزة في الفكر الإمامي. في المقابل، لا يُنظر لها بذات القدسية في الفكر السني، مما يعزز التباين بين الطرفين.

الاحتفال عبر العصور: من السرية إلى الرسمية

في القرون الأولى، لم يكن الاحتفال بعيد الغدير منتشرًا بشكل رسمي. بينما كانت الممارسات تُقام بشكل محدود، إلا أنها تطورت لاحقًا مع ظهور دول شيعية مثل الدولة الفاطمية في مصر، والصفوية في إيران. حيث أصبح الاحتفال طقسًا رسميًا وشعارًا سياسيًا لتثبيت هوية المذهب والسلطة.

عيد الغدير والجدل السني – الشيعي

كما يشير المؤرخون، فإن عيد الغدير بقي موضع رفض من علماء أهل السنة. من جهة أخرى، يرونه بدعة محدثة لا تستند إلى نصوص شرعية تُعزز كونه عيدًا رسميًا. في المقابل، الشيعة يرونه جزءًا لا يتجزأ من هويتهم العقدية والروحية.

الحديث النبوي وتأويلاته

من جهة أخرى، يرتكز الشيعة على حديث الغدير كمصدر للولاية. في حين يرى أهل السنة أن كلمة “مولى” لا تعني القيادة السياسية، بل تشير إلى المحبة والقرب. هذا الفهم المختلف يعكس عمق جدلية الاسم وتاريخ الاحتفال، التي لم تُحسم حتى اليوم.

آية إكمال الدين: بين التفسير الشيعي والسني

من المسائل المثيرة للجدل، تأويل الآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}. حيث يرى الشيعة أنها نزلت في عيد الغدير تأكيدًا لإتمام الدين بتعيين الإمام علي. في المقابل، أهل السنة يؤكدون أنها نزلت يوم عرفة، متعلقة بإتمام الفرائض، لا الخلافة.

موقف العلماء السنة: فتوى ابن باز نموذجًا

كما أفتى الشيخ ابن باز برفض وجود أي نص صحيح يُثبت خلافة الإمام علي، مؤكدًا أن الصحابة بايعوا أبا بكر طوعًا. ويؤكد أن الإمام علي نفسه لم يطالب بالخلافة، مما يُضعف الرواية الشيعية بحسب الفهم السني.

في اليمن والعراق: رمزية الغدير الحديثة

أما في العصر الحديث، فإن الاحتفالات بعيد الغدير تحوّلت إلى طقوس شعبية واسعة النطاق في العراق واليمن. حيث تقام المواكب والولائم، ويتم تنظيم ندوات دينية، تُعزز الهوية الشيعية وتُحيي ذكرى الإمام علي بشكل جماهيري.

عيد الغدير في الثقافة الشيعية

كما يشكل هذا العيد مناسبة لتجديد الولاء والبيعة الرمزية للإمام علي. وهو ما يظهر في الشعارات والهتافات التي تُرفع خلال الاحتفالات. من جهة أخرى، يُعد هذا اليوم فرصة لتقديم الصدقات، ونشر قيم المحبة والإخاء.

التباين السني – الشيعي: جذور وتأويلات

في المقابل، يُعد الخلاف حول عيد الغدير جزءًا من الاختلاف العقدي بين الطائفتين. فهو ليس مجرد مناسبة دينية، بل امتداد لنقاشات كبرى حول الإمامة والشرعية والسياسة الإسلامية بعد وفاة النبي.

خاتمة: الغدير في ضوء التاريخ والتفسير

من جهة أخرى، لا يمكن تجاهل أن جدلية الاسم وتاريخ الاحتفال في عيد الغدير تُجسد تباينًا مذهبيًا عميقًا. فهي تعكس كيف يمكن للحظة تاريخية أن تتحول إلى رمزٍ ديني وسياسي، تختلف حوله التفسيرات والمواقف إلى اليوم.

عيد الغدير

الحدث: عيد الغدير – عيد الولاية.

التاريخ الهجري: 18 ذو الحجة.

المكان: مختلف دول العالم الإسلامي.

الجهة المحتفلة: المسلمون الشيعة.

 

Views: 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى