هل دخلت مصر حزام الزلازل؟.. تفاصيل زلزال القاهرة اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025

في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، استيقظ عدد من سكان القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات المصرية على هزة أرضية أثارت القلق والذعر في النفوس.
الهزة لم تكن الأولى، بل جاءت بعد أقل من ساعتين من زلزال آخر وقع جنوب شرق بحر إيجة، وأثّر على مناطق واسعة في مصر.
فهل نحن على أعتاب مرحلة جديدة من النشاط الزلزالي؟ وهل دخلت مصر بالفعل نطاق الحزام الزلزالي الذي طالما نُظر إليه كتهديد بعيد؟ إليك التفاصيل الكاملة في هذا التقرير الموثّق والشامل.
تفاصيل زلزال القاهرة اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025
مع حلول صباح الثلاثاء، تداول عدد كبير من المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي أنباء عن شعورهم بهزة أرضية خفيفة إلى متوسطة، خاصة في مناطق مثل الهرم، المعادي، ومصر الجديدة. لم يمضِ وقت طويل حتى عاد القلق مجددًا، إذ شعر الناس بهزة أخرى أقل من ساعتين بعد الأولى.
الهزات أحدثت حالة من الترقب، لا سيما مع تكرارها في فترة قصيرة نسبيًا، ما جعل التساؤلات تدور بقوة: هل تتعرض مصر لموجة زلازل؟ وهل هذه بداية لسلسلة من النشاطات الزلزالية؟
بيان المعهد القومي للبحوث الفلكية
بحسب البيان الرسمي الصادر عن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن الزلزال الأول الذي شعر به المصريون صباح اليوم بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر، وكان مصدره جنوب شرق بحر إيجة، بالقرب من الحدود التركية – اليونانية.
وأكد المعهد أن مركز الزلزال يقع خارج الحدود المصرية تمامًا، مشيرًا إلى أن تأثير الزلزال كان محسوسًا في عدة دول مجاورة، منها مصر، دون أن يُسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.
لكن هل يكفي هذا التفسير لطمأنة المصريين؟ وهل تتكرر هذه الظاهرة مستقبلًا؟
هل مصر في حزام الزلازل؟
هذا هو السؤال الذي يتردد كثيرًا عقب كل هزة يشعر بها المواطنون: هل دخلت مصر حزام الزلازل؟
والإجابة المختصرة: لا، لم تدخل مصر نطاق الحزام الزلزالي العالمي بعد. لكن…
رغم أن مصر ليست جزءًا من الحزام الزلزالي المعروف، إلا أنها تقع بالقرب من مناطق نشطة زلزاليًا، أهمها:
- منطقة البحر الأحمر.
- خليج العقبة.
- جنوب تركيا وشرق المتوسط.
- صدع دهشور جنوب القاهرة.
كل هذه المناطق تُعرف بنشاطها الزلزالي النسبي، وقد تنتج زلازل يمكن أن تصل تردداتها إلى مناطق داخل مصر، بحسب قوتها وعمقها الجيولوجي.
الهزات الأرضية في مصر: سجل تاريخي
ليست هذه المرة الأولى التي تشعر فيها مصر بهزات أرضية مؤثرة، إذ سجل التاريخ عدة زلازل لافتة، منها:
- زلزال 12 أكتوبر 1992: الذي بلغت شدته 5.8 ريختر، وتسبب في انهيار عدد من المباني في القاهرة والجيزة، وأسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص.
- هزات متفرقة في 2020 و2022 و2024: لم تؤدِّ إلى أضرار تُذكر لكنها كانت كفيلة بإثارة المخاوف.
- مع تكرار هذه الهزات، يتضح أن مصر ليست بمعزل تام عن النشاط الزلزالي، وإن لم تكن في قلبه.
لماذا شعر سكان مصر بالزلزال رغم بُعد مركزه؟
واحدة من المفارقات التي أثارت تساؤلات الكثيرين اليوم هي: كيف شعرنا بالزلزال بقوة، رغم أن مركزه خارج مصر؟
الجواب يكمن في:
- قوة الزلزال: 6.2 درجة تعدّ زلزالًا قويًا.
- العمق السطحي للزلزال: كلما كان الزلزال قريبًا من السطح، زاد شعور السكان به.
- التركيبة الجيولوجية: بعض المناطق في مصر، خاصة في القاهرة والجيزة، تمتاز بطبقات أرضية تنقل الموجات الزلزالية بفعالية.
هل نحن أمام نمط متكرر؟
مع تسجيل زلزالين خلال ساعتين فقط، بدأ البعض يتساءل: هل نحن أمام نمط متكرر أو نشاط زلزالي غير معتاد؟
الخبراء يؤكدون أن ما حدث ليس غير طبيعي تمامًا. فالهزات الارتدادية غالبًا ما تتبع الزلازل الكبرى، ويمكن أن تستمر لساعات أو حتى أيام. ولكن تكرار الهزات هو إنذار غير مباشر بأهمية:
- تحديث كود البناء المصري.
- زيادة التوعية المجتمعية بالتصرف السليم وقت الزلازل.
- توسيع قدرات الرصد والتحليل السريع لدى مراكز الزلازل.
ماذا لو ضرب زلزال قوي قلب القاهرة؟
تقرير صادر عن الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، يشير إلى أن القاهرة الكبرى من أكثر المدن تعرضًا للخطر في حال حدوث زلزال قوي، بسبب:
- الكثافة السكانية.
- وجود عدد كبير من الأبنية القديمة.
- البناء العشوائي في بعض المناطق.
ولذلك، فإن السؤال لا يتعلق فقط بـ”هل دخلت مصر حزام الزلازل؟”، بل بـ”هل نحن مستعدون لأي طارئ زلزالي؟”
كيف تستعد مصر لمخاطر الزلازل؟
رغم أن مصر لم تدخل الحزام الزلزالي، إلا أن الجهات المختصة اتخذت بعض الخطوات الاحترازية، مثل:
- تحديث كود البناء المقاوم للزلازل.
- إنشاء غرفة عمليات لرصد الزلازل على مدار الساعة.
- التنسيق مع الدفاع المدني والإسعاف لسرعة التحرك.
- تعزيز ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية في المدارس والجامعات.
- لكن بعض الخبراء يطالبون بخطوات إضافية، مثل:
- إجراء تدريبات ميدانية.
- فرض قيود على التوسع العمراني في المناطق النشطة زلزاليًا.
- نشر أجهزة إنذار مبكر للزلازل في المدن الكبرى.
نصائح للمواطنين عند الشعور بالهزة الأرضية
في ظل تكرار الزلازل، إليك بعض الإرشادات المهمة التي ينصح بها خبراء الدفاع المدني:
- لا تركض للخارج أثناء الزلزال، بل احتمِ تحت طاولة أو مكتب قوي.
- ابتعد عن النوافذ والأجسام الزجاجية.
- لا تستخدم المصاعد.
- في حال التواجد خارج المنزل، انتقل إلى مكان مفتوح بعيد عن المباني.
- بعد انتهاء الزلزال، تأكد من عدم وجود تسرب غاز أو كهرباء.
- تابع الأخبار والبيانات الرسمية فقط.
خاتمة: هل الزلازل في مصر أصبحت ظاهرة متكررة؟
رغم الزلازل المتكررة التي شعرت بها مصر مؤخرًا، تبقى البلاد خارج الحزام الزلزالي. لكن هذا لا يعني تجاهل المخاطر. الوعي المجتمعي، والاستعداد المؤسسي، والتطوير العمراني المدروس، هي العوامل الحقيقية التي تحمينا من المفاجآت.
فليكن زلزال اليوم جرس إنذار نأخذه بجدية، لا للذعر، بل للتخطيط والتحصين.