الماراثون الامتحاني على الأبواب: موعد بداية امتحانات الثانوية العامة 2025

لم تعد تفصلنا سوى أيام معدودة عن الحدث التعليمي الأهم في مصر، وهو انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2025، التي تعتبر نقطة مفصلية في مسار مئات الآلاف من الطلاب. الترقب والقلق يخيمان على الأجواء الدراسية، والكل يتأهب للسباق الذي سيحدد مساراتهم الجامعية، وربما مساراتهم المهنية لاحقًا.
وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أعلنت رسميًا الجدول الزمني للاختبارات، إلى جانب مجموعة من القواعد الصارمة التي تحكم العملية الامتحانية هذا العام، في إطار سعيها إلى منع أي تجاوزات وضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.
في هذا المقال، نأخذك في جولة شاملة حول كل ما تحتاج معرفته عن مواعيد الامتحانات، القوانين التنظيمية، الأجواء النفسية، ونصائح هامة للطلاب قبل دخولهم هذا الماراثون الصعب.
موعد انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2025
بحسب ما أعلنت الوزارة رسميًا، تبدأ امتحانات الثانوية العامة 2025 في الأحد 15 يونيو 2025، وتمتد حتى منتصف يوليو، وتشمل جميع طلاب الشعبتين الأدبية والعلمية، في نظامي التعليم القديم والجديد.
ومن المقرر أن تكون الانطلاقة من خلال المواد غير المضافة للمجموع، مثل التربية الدينية والتربية الوطنية، وهي خطوة تهدف إلى تمهيد الطلاب نفسيًا قبل خوض المواد الأساسية التي تُحتسب ضمن التنسيق الجامعي.
وسيكون اليوم الأول من الامتحانات كالتالي:
- امتحان التربية الدينية: من الساعة 9 صباحًا حتى 10:30 صباحًا
- امتحان التربية الوطنية: من الساعة 11 صباحًا حتى 12:30 ظهرًا
هذا الجدول تم تصميمه بشكل يتيح فترات راحة كافية بين المواد، وذلك استجابة لمطالبات سابقة من الطلاب وأولياء الأمور لتخفيف الضغط النفسي والعقلي عن الأبناء.
الضوابط الجديدة داخل لجان الامتحان
أعلنت وزارة التربية والتعليم عن قائمة من الشروط الصارمة التي يجب على كل طالب الالتزام بها داخل اللجان الامتحانية. وتأتي هذه التعليمات في إطار الحفاظ على الشفافية والعدالة، خصوصًا في ظل تطور أساليب الغش الإلكتروني التي شهدت السنوات الأخيرة محاولات متكررة منها.
أبرز الشروط التي ألزمت بها الوزارة الطلاب:
- ممنوع تمامًا اصطحاب الهاتف المحمول داخل اللجنة، حتى وإن لم يتم استخدامه. مجرد الحيازة تُعرض الطالب لإلغاء امتحان المادة بالكامل.
- الغش الإلكتروني عبر تصوير أو نشر ورقة الأسئلة أو الإجابة يُعد مخالفة جسيمة تصل إلى الرسوب والحرمان من دخول باقي الامتحانات.
- الإجابات يجب أن تُكتب على كراسة البابل شيت فقط. أي إجابة تُكتب على كراسة الأسئلة دون نقلها لن تُحتسب.
- الالتزام بتظليل الدائرة الصحيحة بشكل واضح، وعدم ترك أكثر من إجابة للسؤال الواحد.
- في حال تعديل الإجابة، يجب وضع علامة “×” على الدائرة الأولى، وتظليل الدائرة الصحيحة فقط.
- تحديد مكان الإجابة الصحيح باستخدام المسطرة، لتفادي الأخطاء أو التداخل في الإجابات.
إجراءات الحضور والانضباط الزمني
الوزارة شددت كذلك على أهمية الالتزام بالحضور المبكر، حيث يبدأ دخول الطلاب إلى اللجان في الساعة 9 صباحًا، ويُسمح بالتأخير حتى الساعة 9:15 فقط. أما بعد هذا الوقت، فلن يُسمح بدخول أي طالب دون عذر رسمي مقبول.
وفي حال وجود عذر قهري كالحوادث أو الظروف الصحية الطارئة، يتم تحرير محضر رسمي يُعرض على رئيس اللجنة لتحديد موقف الطالب قانونيًا وضمان حقه في التظلم لاحقًا.
ما الفرق بين البابل شيت وكراسة الأسئلة؟
تجدر الإشارة إلى أن الوزارة تعتمد نظام البابل شيت كأداة أساسية لتصحيح الامتحانات بشكل إلكتروني ودقيق، وتأتي كراسة الأسئلة كمرجع فقط للطالب من أجل قراءة الأسئلة والعمل على المسودة.
ولذلك فإن الإهمال في نقل الإجابات من كراسة الأسئلة إلى البابل شيت قد يكون كارثيًا، إذ لن يُعتد بأي إجابة مكتوبة خارج ورقة البابل شيت.
كيف يستعد الطلاب نفسيًا؟
مرحلة الثانوية العامة ليست مجرد امتحانات، بل هي اختبار حقيقي للثبات النفسي، والقدرة على التحمل، وإدارة الوقت. وهنا تأتي أهمية الاستعداد النفسي، الذي يبدأ من المنزل، ويمتد إلى المدرسة، ويشمل البيئة المحيطة بالطالب.
أبرز النصائح من الخبراء تشمل:
- تجنب السهر ليلًا قبيل الامتحانات، لأن النوم الجيد يعزز التركيز.
- تقسيم ساعات المذاكرة إلى فترات قصيرة، يتخللها راحة.
- الابتعاد عن المقارنة بالآخرين والتركيز على نقاط القوة الذاتية.
- عدم الإفراط في المراجعة قبل الامتحان مباشرة لتجنب التشتت الذهني.
دور أولياء الأمور في هذه المرحلة الحرجة
أولياء الأمور يلعبون دورًا محوريًا في دعم أبنائهم، من خلال توفير بيئة هادئة، وتقليل الضغوطات، وتجنب النقد أو التوتر الزائد. كما أن الاهتمام بتغذية الطالب، ومتابعة حالته النفسية، وتقديم كلمات تشجيعية، يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في أدائه داخل اللجنة.
وعلى الرغم من التوتر الذي يصاحب فترة الامتحانات، إلا أن الثقة في قدرات الأبناء، وتذكيرهم بأن الثانوية ليست نهاية العالم، يُعد أحد أهم مفاتيح تجاوز هذه المرحلة بأمان.
الوزارة تُحذر: لا تهاون مع المخالفين
أكّدت الوزارة أنها لن تتهاون في تطبيق العقوبات على أي طالب يُخالف القواعد داخل اللجنة، سواء بالغش أو التعدي على المراقبين أو إحداث فوضى. وتشمل العقوبات:
- الرسوب في المادة أو في جميع المواد.
- الحرمان من دخول امتحانات العام الجاري.
- إحالة الأمر للشؤون القانونية في الوزارة.
وجّهت وزارة التربية والتعليم رسائل مباشرة للطلاب مفادها أن الانضباط والالتزام هو الطريق الأقصر للنجاح، وأن الغش لن يكون وسيلة للعبور، بل عائقًا قد يُكلف الطالب مستقبله بأكمله.
نظرة للمستقبل: ما بعد الثانوية العامة
ينتهي ماراثون الثانوية العامة ليبدأ سباق جديد، وهو سباق التنسيق الجامعي، الذي يرتكز بنسبة كبيرة على أداء الطالب في الامتحانات. لكن الأهم من الدرجات، هو وعي الطالب بذاته، وقدرته على اختيار التخصص الذي يناسب طموحاته وإمكاناته.
ولذلك فإن هذه المرحلة ليست مجرد محطة نهائية، بل نقطة انطلاق إلى حياة أكاديمية ومهنية أوسع. وما يزرعه الطالب الآن، سيحصده غدًا، علمًا، وشخصية، ومكانة.
كلمة أخيرة للطلاب
إلى كل طالب يستعد لخوض هذا التحدي الكبير: ثق بنفسك، راجع بذكاء، التزم بالتعليمات، وادخل لجنة الامتحان وأنت مطمئن. النجاح لا يُقاس فقط بالدرجات، بل أيضًا بقدرتك على تجاوز الصعوبات بثقة واتزان.