من هي حليمة خداش؟ وسبب وفاتها قصة الفنانة الجزائرية التي تركت الطب من أجل الفن

من هي حليمة خداش؟ سؤال يتكرر كثيرًا بين عشاق الفن الجزائري والعربي، خصوصًا أن قصة حياتها تحمل مزيجًا من الطموح، الإصرار، والتحدي. وُلدت حليمة خداش، المعروفة باسم الشهرة “حليمة ألما”، في عام 1986 بالجزائر، وتبلغ من العمر 39 عامًا. ورغم دراستها الأكاديمية المرموقة في كلية طب الأسنان، إلا أنها قررت التخلي عن هذا المسار المهني المضمون لتتبع شغفها الكبير بالفن والتمثيل، لتصبح واحدة من أبرز الوجوه على الشاشة الجزائرية.
البدايات والنشأة
نشأت حليمة خداش في بيئة تقدّر التعليم والثقافة، حيث شجعها والدها على أن تكون شخصية طموحة تبحث عن التميز. التحقت بكلية الطب، وتخصصت في مجال طب الأسنان، وهو حلم يراود الكثيرين لما يحمله من مكانة اجتماعية ومهنية. لكن قلب حليمة كان ينبض بحب آخر، حب الفن الذي رافقها منذ طفولتها.
سبب وفاة الفنانة الجزائرية #حليمة_ألما بعد صراع مع السرطان#حليمة_خداشhttps://t.co/BscnON1D8N
— Mohamed Amin (@Aminphoto_1) August 8, 2025
البوابة الأولى نحو الفن
كانت سنة 2011 نقطة التحول الكبرى في حياة حليمة خداش. فباقتراح من والدها، شاركت في “كاستينغ” لمسلسل رمضاني، وهي تجربة لم تكن تتوقع أن تغير حياتها بالكامل. هذه الخطوة فتحت لها أبوابًا واسعة في عالم التمثيل، وأثبتت أن الموهبة الحقيقية يمكن أن تجد طريقها حتى في أصعب الظروف.
لم يكن دخولها عالم الفن مصادفة بحتة، بل كان ثمرة شغف قديم ورغبة قوية في التعبير عن الذات. ومنذ ذلك الحين، أصبحت حليمة جزءًا من الساحة الفنية الجزائرية، حيث التقت بجمهور أحب حضورها الطبيعي وأداءها الصادق.
محطة “ديدين مالك الهمبرغر” والانطلاقة الكبيرة
من أبرز المحطات التي ساهمت في شهرة حليمة خداش كانت مشاركتها في السيت كوم الشهير “ديدين مالك الهمبرغر”. هذا العمل الكوميدي فتح أمامها أبوابًا واسعة للتعرف على طاقم كبير من الفنانين والمخرجين، كما مكّن الجمهور من اكتشاف قدراتها التمثيلية المتنوعة، بين الكوميديا والدراما.
حليمة لم تكتفِ بأن تكون مجرد وجه جديد على الشاشة، بل سعت لأن تترك بصمة خاصة في كل دور تؤديه، وهذا ما جعلها تحظى بمحبة الجمهور واحترام الوسط الفني.
أعمال فنية متنوعة
قدمت حليمة خداش أعمالًا مميزة مثل مسلسل “يمت” و“بابور اللوح”، حيث أظهرت قدرة كبيرة على تقمص الشخصيات المختلفة، من الأدوار الجادة إلى الأدوار المرحة. كما كانت تحلم بأداء دور المرأة الريفية التي تعيش في زمن قديم، ترتدي “الجبة” وتغطي شعرها بلحاف، وتربي الحيوانات في بيت ريفي بسيط. هذه الرغبة تعكس مدى حبها للأصالة والتراث الجزائري.
موهبة غنائية وإحياء التراث
إلى جانب التمثيل، أظهرت حليمة موهبة غنائية رائعة، حيث قامت بإحياء أغنية “المقنين الزين” للفنان الشعبي الراحل محمد البدجي. الأغنية لاقت إعجابًا كبيرًا من الجمهور الجزائري، وأكدت أن حليمة ليست فقط ممثلة موهوبة، بل أيضًا فنانة متعددة المواهب قادرة على تقديم الفن في أبهى صوره.
مواقف إنسانية ومهنية
لم تكن حياة حليمة خداش الفنية دائمًا سهلة، فقد واجهت مواقف صعبة، مثل عدم حصولها على أجرها عن مشاركتها في برنامجين تلفزيونيين رمضانيين. هذا الموقف أثار غضبها واستياءها، لكنه أيضًا أظهر جانبها القوي والمتمسك بحقوقه، لتكون مثالًا للفنان الذي يعرف قيمته ولا يقبل بالظلم.
لماذا أصبحت قصة حليمة خداش ملهمة؟
قصة حليمة خداش تحمل رسائل كثيرة للشباب، أهمها أن الشغف يمكن أن يغير مسار حياتك بالكامل، وأن النجاح لا يأتي إلا لمن يملك الشجاعة لمطاردة أحلامه. تركت الطب، مهنة الاستقرار والراحة، لتسير في طريق الفن المليء بالتحديات، لكنها أثبتت أن الإبداع والموهبة يمكن أن يصنعا المعجزات.
حليمة خداش في عيون الجمهور
الجمهور يرى في حليمة مثالًا للفنانة القريبة من الناس، التي تمثل شخصيات واقعية تشبههم، وتقدم أعمالًا تمس قلوبهم. هذه الصلة القوية مع المشاهدين هي ما يجعلها تتألق وتستمر في مسيرتها رغم الصعوبات.
المستقبل الفني لحليمة خداش
لا شك أن حليمة خداش أمامها مستقبل فني واعد، خاصة أنها تمتلك الموهبة، الطموح، والإصرار. جمهورها ينتظر منها المزيد من الأعمال التي تمزج بين الأصالة والإبداع، وربما نراها قريبًا في أدوار جديدة تحقق لها انتشارًا عربيًا أوسع.