صحة وجمال

من هم الدروز ومتى ظهروا وما هو دورهم في سوريا؟

الدروز

يتردد اسم الدروز في المشهد السياسي والاجتماعي في بلاد الشام، خاصة في سوريا ولبنان، وقد أثار وجودهم تساؤلات عديدة حول هويتهم، معتقداتهم، وأدوارهم التاريخية. لكن من هم الدروز تحديدًا؟ ومتى ظهروا؟ وما هو الدور الذي لعبوه في سوريا؟

من هم الدروز؟

الدروز طائفة دينية ذات جذور إسماعيلية شيعية، نشأت في بدايات القرن الحادي عشر الميلادي خلال عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي في مصر. وهم يُعرفون أيضًا بـ”الموحدين الدروز”، ويتميزون بعقيدتهم الخاصة التي تجمع بين جوانب دينية وفلسفية غامضة، لا يُباح بها لعامة الناس.

سُمّوا بهذا الاسم نسبة إلى نشتكين الدرزي، أحد الدعاة الأوائل الذين تبنوا نشر تعاليم الحاكم بأمر الله. ومع أن الدروز أنفسهم يعتبرونه منشقًا منحرفًا، فقد التصق الاسم بالطائفة تاريخيًا.

متى ظهر الدروز؟

ظهرت الطائفة الدرزية بشكل واضح في بدايات القرن الحادي عشر، وتحديدًا عام 1017م، عندما أُعلنت عقيدتهم في القاهرة. عقب وفاة الحاكم بأمر الله، توقف انتشار دعوتهم علنًا، وبدأت مرحلة من التقوقع والسرية، خاصة بعد الاضطهاد الذي تعرضوا له.

انتقل مركز ثقل الطائفة من مصر إلى بلاد الشام، حيث تمركزوا في جبال لبنان وجبل الدروز جنوب سوريا. منذ ذلك الحين، بات للدروز كيان اجتماعي وديني خاص، يقوم على الانغلاق والتحفظ.

ما هو الدور التاريخي للدروز في سوريا؟

لعب الدروز في سوريا أدوارًا بارزة في التاريخ الحديث والمعاصر، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري أو الاجتماعي. وقد ساهموا في صناعة الأحداث خلال عدة مراحل مهمة من تاريخ البلاد.

1. المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي

يُعد الدور الأبرز للدروز في سوريا مقاومتهم الصلبة ضد الاستعمار الفرنسي. فقد انطلقت من جبل العرب (جبل الدروز) شرارة الثورة السورية الكبرى عام 1925، بقيادة القائد المعروف سلطان باشا الأطرش، أحد رموز النضال الوطني في سوريا. واستمرت الثورة أكثر من عامين، لتصبح علامة فارقة في التاريخ السوري الحديث.

2. الدور السياسي بعد الاستقلال

بعد الاستقلال، شارك الدروز في الحياة السياسية السورية، وبرز منهم عدد من الشخصيات الوطنية في البرلمان والحكومة والجيش. إلا أن دورهم تقلص تدريجيًا بعد استلام حزب البعث للسلطة عام 1963، والذي أرسى هيكلًا سلطويًا تقوده أجهزة أمنية، مما حد من نفوذ الأقليات الأخرى.

3. خلال الحرب الأهلية السورية

مع اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، حاولت الطائفة الدرزية الحفاظ على الحياد قدر الإمكان، لا سيما في السويداء، التي تُعتبر معقلهم الأساسي. ومع تصاعد الصراع، وجد الدروز أنفسهم في موقف صعب، إذ تعرضوا لهجمات من تنظيم داعش، وكان عليهم تنظيم لجان حماية محلية للدفاع عن مناطقهم.

برزت أصوات درزية تطالب بالإصلاح والكرامة، بينما فضّل جزء آخر من أبناء الطائفة الاصطفاف مع النظام السوري، باعتبار ذلك خيارًا أقل ضررًا من الفوضى. وظهرت قيادات درزية محلية تحاول الموازنة بين الأمن المجتمعي والبعد عن الانخراط المباشر في الحرب.

أين يعيش الدروز اليوم؟

يتوزع الدروز اليوم في عدة دول، أبرزها:

  • سوريا: ويتركزون في محافظة السويداء وجزء من ريف دمشق.
  • لبنان: ولهم نفوذ سياسي كبير، لا سيما عبر الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط.
  • فلسطين المحتلة: حيث يعيش عدد منهم في الجولان وفي شمال فلسطين، ويخدم بعضهم في جيش الاحتلال الإسرائيلي رغم الجدل الداخلي حول ذلك.

هل الدروز طائفة مغلقة؟

نعم، الدروز طائفة مغلقة، لا يقبلون التحول إلى دينهم من خارج الطائفة، ولا يسمحون لأبناء الطائفة المتزوجين من خارجها بالبقاء ضمن العقيدة. وهذا ساعد على الحفاظ على هوية الجماعة عبر القرون، لكنه جعلهم أيضًا أكثر تحفظًا وانعزالًا في بعض الأحيان.

أسئلة وأجوبة حول الدروز في سوريا

هل يؤمن الدروز بالإسلام؟

رغم أن الدروز نشأوا من رحم الإسلام الشيعي الإسماعيلي، إلا أن عقيدتهم تطورت لتصبح نظامًا خاصًا بهم، ولا يُعدون مسلمين بالمعنى التقليدي لدى غالبية علماء المسلمين.

هل يشاركون في الجيش السوري؟

نعم، شارك الدروز في الجيش السوري النظامي، وهناك ضباط بارزون من الطائفة. لكن في السنوات الأخيرة، ظهرت حالات رفض للخدمة الإجبارية، خاصة في السويداء.

ما هو موقف الدروز من الثورة السورية؟

الموقف الدرزي اتسم بالحذر، وانقسمت الآراء بين من دعم النظام، ومن رفض المشاركة، ومن عبّر عن تطلعات للتغيير السلمي، دون الانجرار إلى العنف.

الدروز ودورهم التاريخي في سوريا؟

الدروز طائفة دينية عربية تتميز بمعتقداتها الباطنية وتاريخها العريق في المنطقة. ظهرت في بدايات القرن الحادي عشر الميلادي خلال الحقبة الفاطمية في مصر، وسرعان ما انتقلت إلى بلاد الشام، حيث حافظت على كيانها الثقافي والديني الخاص. اليوم، يتواجد الدروز بشكل أساسي في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، ولهم حضور واضح في المشهد الاجتماعي والسياسي، خاصة في سوريا.

تعريف الدروز ونشأتهم

الدروز، أو كما يُعرفون بـ”الموحدون”، هم طائفة توحيدية عربية تنتمي من حيث الجذور إلى الفكر الإسماعيلي، لكنهم طوروا منظومة عقائدية فريدة تميزهم عن الطوائف الإسلامية الأخرى. ظهرت الطائفة في ظل حكم الحاكم بأمر الله الفاطمي، لكنها انسحبت تدريجياً إلى مناطق جبلية في الشام بسبب الاضطهاد.

يعتمد الدروز في إيمانهم على مبدأ التوحيد المطلق، ولهم كتابهم الديني الخاص المعروف بـ”رسائل الحكمة”. يلتزمون بسرية كبيرة فيما يخص تعاليمهم، ولا يُتاح الاطلاع عليها إلا لأفراد الطائفة الذين بلغوا سن التكليف. ومن السمات البارزة لهذه الطائفة رفضها للزواج المختلط وعدم قبول التحول من أو إلى ديانتهم.

أماكن وجود الدروز اليوم

رغم أن عددهم قليل مقارنةً بالطوائف الأخرى، إلا أن الدروز منتشرين في عدة دول، أهمها:

  • سوريا: يُعد جبل العرب (محافظة السويداء) مركزهم الأساسي، إضافة إلى وجودهم في جبل الشيخ وريف دمشق.
  • لبنان: يسكنون في مناطق متعددة مثل الشوف وعاليه وبعض مناطق الجنوب.
  • فلسطين: يتواجدون في مناطق الجليل، جبل الكرمل، وهضبة الجولان.
  • الأردن: توجد تجمعات درزية صغيرة، خاصة في شمال البلاد.

الدروز في سوريا: مواقف وطنية وجذور نضالية

ارتبط اسم الدروز في سوريا تاريخيًا بالمواقف الوطنية والتمسك بوحدة البلاد. وقد كان لهم دور بارز في مقاومة الاحتلال الفرنسي في أوائل القرن العشرين. ففي عام 1925، انطلقت من جبل العرب الثورة السورية الكبرى بقيادة القائد الوطني سلطان باشا الأطرش، والتي شكّلت لحظة مفصلية في تاريخ سوريا الحديث.

ورغم أن سلطات الانتداب الفرنسي حاولت فصلهم ضمن كيان مستقل يُعرف بـ”دولة الدروز”، إلا أنهم رفضوا تلك المشاريع التقسيمية وأصروا على وحدة التراب السوري.

مواقفهم في وجه الغزاة عبر التاريخ

لم يكن نضال الدروز مقصورًا على فترة الانتداب، بل سبق ذلك بمواجهات ضد الغزاة عبر التاريخ، بدءًا من الحملات الصليبية، مرورًا بالحكم المملوكي والعثماني، وصولًا إلى مراحل ما بعد الاستقلال. وقد تميزوا بروحهم القتالية وصلابة موقفهم في الدفاع عن كيانهم ومحيطهم.

الواقع الحالي والتحديات في سوريا

مع اشتعال الحرب السورية منذ عام 2011، واجه الدروز واقعًا معقدًا، حيث حاولوا الحفاظ على حياد نسبي، لا سيما في محافظة السويداء. ومع تصاعد حدة الصراع، تشكلت فصائل محلية لحماية المنطقة من تهديدات مثل داعش وغيرها. وفي السنوات الأخيرة، ظهرت توترات بين بعض المكونات الدرزية والسلطات السورية على خلفية محاولات لدمج هذه الفصائل ضمن منظومة الدولة أو سحب سلاحها.

رغم ذلك، لا يزال صوت العقلاء داخل الطائفة يؤكد على الانتماء الوطني ويرفض أي توجهات انفصالية أو تدخلات خارجية، مع التأكيد على خصوصية المحافظة وحقوق أبنائها.

شخصيات درزية بارزة في سوريا

برز العديد من الشخصيات الدرزية في تاريخ سوريا، سواء في القيادة أو الفكر أو المقاومة. ويأتي على رأسهم سلطان باشا الأطرش، الذي يُعد من أبرز رموز النضال الوطني. كما لا تخلو الساحة الدرزية اليوم من مشايخ عقل مؤثرين وقادة ميدانيين يحظون باحترام داخل الطائفة وخارجها.

هل يُعتبر الدروز من المسلمين؟

رغم انطلاق عقيدتهم من الإسلام الإسماعيلي، إلا أن الدروز يملكون منظومة إيمانية مختلفة، ويُنظر إليهم غالبًا كطائفة مستقلة لها خصوصيتها الدينية.

هل الدروز يسمحون بالتحول إلى ديانتهم؟

لا، الطائفة الدرزية لا تقبل الوافدين الجدد، كما أنها لا تحتفظ بعضوية من يخرج عنها. هذا النظام المغلق ساعد في الحفاظ على تماسك الهوية عبر قرون.

هل يشاركون في الحياة السياسية والعسكرية؟

نعم، شارك الدروز في مؤسسات الدولة السورية على مر العقود، سواء في البرلمان أو الجيش، لكنهم يحرصون على الحفاظ على نوع من الاستقلال الذاتي في مناطقهم.

الدروز

الدروز طائفة عريقة في الشرق العربي، تمزج بين الخصوصية العقائدية والاندماج الوطني. لعبوا أدوارًا تاريخية مؤثرة، وتركوا بصمات واضحة في تاريخ سوريا والمنطقة. واليوم، يقفون عند مفترق طرق، بين التحديات الأمنية والسياسية، وبين الحفاظ على إرثهم وهويتهم ضمن وطن موحد يسعى للاستقرار والسلام.

Views: 4

زر الذهاب إلى الأعلى