
تفاصيل و سبب وفاة الفنانة الجزائرية حليمة ألما بعد صراع مع السرطانرحيل الفنانة الجزائرية حليمة ألما أثار حزناً عميقاً في قلوب جمهورها وزملائها، حيث غادرت عالمنا بعد رحلة معاناة طويلة مع مرض السرطان، تاركة خلفها إرثاً فنياً وإنسانياً لن يُنسى.
بداية الحكاية: من طب الأسنان إلى شاشة التلفزيون
ولدت حليمة ألما في مدينة جيجل الجزائرية، وعاشت طفولة بسيطة بين أحضان أسرة محبة للفن والتعليم. رغم تخرجها في كلية طب الأسنان، كان قلبها معلقاً بالفن منذ الصغر. في عام 2011، شجّعها والدها على خوض تجربة الأداء لمسلسل “مضحني”، لتفاجئ الجميع بموهبتها الفطرية وقدرتها على تجسيد الشخصيات ببراعة.
منذ تلك اللحظة، قررت حليمة أن تتخلى عن مسارها الأكاديمي وتتفرغ للفن، لتصبح واحدة من الوجوه الشابة البارزة في الساحة الفنية الجزائرية.
أعمال فنية تركت بصمة
على مدار أكثر من عقد من الزمن، قدمت حليمة ألما أعمالاً درامية متنوعة، كان أبرزها “ناس ملاح سيتي”، “بابور اللوح”، “يما”، و“الاختيار الأول”. تلك الأعمال لم تكن مجرد أدوار، بل كانت تجسيداً حقيقياً لقصص المجتمع الجزائري، خاصة الحياة الريفية التي برعت في عرض تفاصيلها.
تميزت أدوارها بالواقعية والصدق، حتى أن الجمهور شعر وكأنه يشاهد مشاهد من حياته اليومية.
موهبة غنائية موازية
لم تتوقف موهبة حليمة عند التمثيل، فقد دخلت عالم الغناء الشعبي، وقدمت أغنيات بالتعاون مع فنانين جزائريين، مثل الشاب محمد الجباب. أغنيتها “المقنين الزين” لاقت نجاحاً واسعاً، وعكست قدرتها على التنقل بين مجالات الإبداع الفني.
رحلة مع المرض
قبل سنوات، بدأت معاناة حليمة مع مرض السرطان، الذي حاولت مواجهته بقوة وإصرار. تنقلت بين المستشفيات في الجزائر وإسبانيا، حيث تلقت علاجها الأخير هناك. رغم الألم، كانت تبث الأمل في محبيها من خلال منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن الحياة تستحق القتال.
لكن المرض لم يمهلها كثيراً، وأعلن عن وفاتها في 8 أغسطس 2025، عن عمر ناهز 39 عاماً، داخل أحد المستشفيات الإسبانية.
ردود الأفعال في الوسط الفني
شكل خبر وفاتها صدمة كبيرة لزملائها في الوسط الفني ولجمهورها. امتلأت مواقع التواصل برسائل النعي والدعاء، حيث عبر الفنانون عن حزنهم لفقدان شخصية جمعت بين العفوية والموهبة والطيبة.
قالت إحدى زميلاتها: “حليمة لم تكن مجرد فنانة، كانت أختاً وصديقة، رحيلها ترك فراغاً كبيراً في قلوبنا”.
وداع في مسقط الرأس
من المقرر نقل جثمان الراحلة إلى مسقط رأسها في جيجل، حيث ستوارى الثرى وسط حضور كبير من الأهل والأصدقاء والجمهور. ستكون لحظة وداع مؤثرة، تختلط فيها الدموع بالدعاء، والذكريات بالألم.
حليمة ألما وإرث فني وإنساني
رغم رحيلها المبكر، ستظل أعمال حليمة ألما خالدة في ذاكرة المشاهدين. قصصها على الشاشة، وأغانيها، ورسائلها الإنسانية، ستبقى شاهداً على حياتها المليئة بالشغف والعطاء.
إنها تذكير لنا جميعاً بأن الفن لا يقتصر على الترفيه، بل يمكن أن يكون جسراً لنقل القيم والمشاعر الإنسانية.
الدروس المستفادة من قصة حليمة ألما
قصة حليمة تلهم الكثيرين للسعي وراء أحلامهم مهما كانت التحديات، وتؤكد أن مواجهة المرض تحتاج لقوة داخلية ودعم من المحيطين. كما تبرز أهمية ترك إرث إيجابي يخلده الناس بعد الرحيل.
سبب وفاة الفنانة الجزائرية حليمة ألما بعد صراع مع السرطان
رحلت حليمة ألما، لكن قصتها باقية. هي حكاية شابة جزائرية آمنت بنفسها وبفنها، وتركت أثراً لا يُمحى. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.