وسط التحديات المناخية، والزحام المروري، والحاجة إلى نمط حياة صحي، تبرز الدراجة الهوائية كأيقونة للتغيير المستدام والذكي. ولهذا، يحتفل العالم كل عام في 3 يونيو بـ اليوم العالمي للدراجات، والذي أقرّته الأمم المتحدة في عام 2018 كتقدير عالمي لهذه الوسيلة البسيطة التي تمتزج فيها الفائدة بالصحة، والحركة بالبيئة، والرياضة بالاقتصاد.
في هذا المقال، نأخذك في رحلة مليئة بالمعلومات والفعاليات والقصص الملهمة، حول هذا اليوم العالمي الذي يجمع الشعوب على دراجة واحدة!
متى بدأ اليوم العالمي للدراجات؟
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 272/72 بتاريخ 12 أبريل 2018، باعتبار 3 يونيو/ حزيران من كل عام يومًا عالميًا للاحتفال بـ الدراجات الهوائية، اعترافًا بدورها كوسيلة نقل مستدامة، ميسورة التكلفة، وصديقة للبيئة.
وقد جاءت هذه المبادرة بدعم من تركمانستان، وانضمت إليها 56 دولة من مختلف أنحاء العالم، تعبيرًا عن اتفاق دولي واسع على أهمية الدراجة الهوائية في عالم اليوم.
لماذا الدراجة الهوائية؟
وسيلة مستدامة وصحية
الدراجة ليست مجرد أداة رياضية، بل هي وسيلة ذكية لحياة أفضل. فهي:
- لا تستهلك الوقود
- لا تصدر انبعاثات ملوثة
- تحسن من اللياقة البدنية
- تقلل من الزحام في المدن
- توفر المال
- وقد قال الأمين العام لاتحاد راكبي الدراجات الأوروبيين، بيرنهارد إنسينك:
“ركوب الدراجات هو مصدر للفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية – وهو يجمع الناس معًا.”
دور ليزيك سيبيلسكي في إعلان هذا اليوم
لم يكن القرار الأممي وليد الصدفة. بل كان نتيجة حملة عالمية قادها الناشط البولندي ليزيك سيبيلسكي، الذي كرّس سنوات من الجهد لترويج فكرة جعل الدراجة الهوائية رمزًا أمميًا للاحتفاء بالنقل المستدام.
وقد لعب سيبيلسكي دورًا محوريًا في إقناع الدول الأعضاء بتبني القرار، بدعم تركمانستان و56 دولة أخرى، الأمر الذي ساعد في تحويل هذه الفكرة إلى واقع رسمي ضمن أجندة الأمم المتحدة.
تصميم شعار اليوم العالمي للدراجات
الاحتفال لا يكتمل بدون رمز. لذلك تم تصميم شعار رسمي مميز لهذا اليوم بواسطة الفنان إيزاك فيلد (Isaac Feld)، ويُظهر الشعار تنوع البشر الذين يركبون الدراجة بمختلف الأعمار والثقافات، ما يعكس الطابع الشامل والعالمي لهذا الحدث.
فعاليات اليوم العالمي للدراجات 2025
1. 🚴♀️ جولات دراجات جماعية
تنظم العديد من المدن جولات مفتوحة للركوب الجماعي، تجمع بين الهواة والمحترفين، وتُستخدم للتوعية بأهمية الدراجة في الحد من التلوث وتشجيع الناس على استخدامها بدلًا من السيارات.
2. 🌱 حملات بيئية
يتم إطلاق حملات توعية تربط بين استخدام الدراجة والحفاظ على البيئة، خاصة في المدن التي تعاني من مستويات تلوث مرتفعة، حيث تروج الفعاليات للانتقال الآمن والنظيف.
3. 🧒 ورش للأطفال
تعقد مدارس ومراكز مجتمعية ورش عمل للأطفال لتعليمهم ركوب الدراجة بأمان، وتشجيعهم على اعتمادها في حياتهم اليومية، وتنمية روح المسؤولية البيئية في سن مبكرة.
4. 💬 مؤتمرات ومنتديات
تقام مؤتمرات تناقش مستقبل التنقل الحضري، وسياسات النقل المستدام، وكيف يمكن أن تلعب الدراجة دورًا محوريًا في مواجهة أزمة التغير المناخي.
5. 🛠️ صيانة مجانية
تقدّم بعض المتاجر أو البلديات خدمات صيانة مجانية للدراجات، أو تخفيضات خاصة على شراء دراجات جديدة بمناسبة اليوم العالمي.
الاحتفال بالدراجة في دول مختلفة
🇺🇸 الولايات المتحدة:
بدأ أول احتفال “يوم الدراجة” في أمريكا عام 1956 على يد جمعية الدراجات الهوائية الأمريكية. ويستمر الاحتفال هناك لأسبوع كامل سنويًا في مايو، لتشجيع المواطنين على استخدام الدراجة كبديل للسيارة في الذهاب إلى العمل.
🇨🇦 كندا:
تحتفل كندا أيضًا بهذا اليوم ضمن أسبوع مخصص للدراجات، مع فعاليات ثقافية وورش عمل وسباقات في مختلف المدن، تشجيعًا على اعتماد الدراجة كوسيلة نقل مستدامة.
🇨🇳 الصين:
في الصين، يوجد يوم خاص للدراجات يُحتفل به في 17 سبتمبر من كل عام. ومع أن الصين من أكثر الدول استخدامًا للدراجات تاريخيًا، إلا أن هذا اليوم يُستخدم لإعادة إحياء ثقافة الدراجة بين الأجيال الجديدة في ظل هيمنة السيارات.
فوائد استخدام الدراجة الهوائية
صحية:
- تقوي عضلة القلب
- تقلل من التوتر والقلق
- تقي من أمراض العصر مثل السكري والسمنة
بيئية:
- لا تصدر انبعاثات كربونية
- تقلل من استهلاك الطاقة الأحفورية
- تساهم في الحفاظ على جودة الهواء
اقتصادية:
- تكلفة شرائها وصيانتها منخفضة
- لا تحتاج لوقود
- تقلل من الإنفاق على وسائل النقل الأخرى
الدراجة في مواجهة أزمة المناخ
تُعد الدراجة من أكثر الوسائل فعالية لمواجهة أزمة التغير المناخي، إذ تسهم بشكل مباشر في تقليل الانبعاثات الضارة، وتقلل من الاعتماد على المركبات الملوثة للبيئة. كما أنها تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، لا سيما الهدف 13 المتعلق بالعمل المناخي.
كيف يمكنك الاحتفال باليوم العالمي للدراجات 2025؟
- اركب دراجتك للعمل أو للمدرسة في 3 يونيو
- شارك صورك على مواقع التواصل باستخدام وسوم المناسبة
- نظم سباقًا عائليًا أو جولة مع الأصدقاء
- ادعم مبادرات إنشاء مسارات خاصة للدراجات في مدينتك
- تبرّع بدراجة قديمة لمن يحتاجها
رؤية مستقبلية: مدن صديقة للدراجات
العديد من المدن الكبرى مثل أمستردام وكوبنهاغن أصبحت تُصمم بنيتها التحتية لتكون صديقة للدراجات، من خلال:
- إنشاء مسارات مخصصة
- توفير مواقف آمنة
- إطلاق برامج دراجات تشاركية
- إدماج الدراجة في النقل العام
ويأمل العالم أن تنتقل هذه الفلسفة إلى المدن النامية، لتتحول الدراجة من “وسيلة تقشفية” إلى “رمز للتقدم الحضاري المستدام”.
خاتمة
اليوم العالمي للدراجات 2025 ليس مجرد احتفال بوسيلة نقل، بل هو احتفال بأسلوب حياة أكثر صحة، ووعي بيئي، وحلول حضارية لمشاكل الزحام والتلوث. إنه تذكير بأن التغيير الكبير يبدأ من دواسة صغيرة، وأن كل دورة عجلة هي خطوة نحو كوكب أنظف ومستقبل أفضل.
