يوافق اليوم العالمي لسلامة الأغذية لعام 2025 يوم السبت 7 يونيو، وهو مناسبة سنوية ذات أهمية عالمية، تهدف إلى تسليط الضوء على أحد أهم أركان الحياة البشرية: الغذاء الآمن. في هذا اليوم، تتكاتف الحكومات، والمؤسسات الصحية، والشركات، والأفراد لنشر الوعي بأهمية التعامل السليم مع الغذاء في كل مرحلة من مراحل سلسلة الإمداد الغذائي.
هل فكرت يومًا أن قطعة الفاكهة التي تأكلها قد مرت بعشرات الأيادي والظروف قبل أن تصل إليك؟ وهل تعلم أن عدم اتباع إجراءات السلامة قد يحولها من مصدر صحة إلى مصدر مرض؟ هنا تكمن خطورة الأمر، وهنا تتجلى أهمية اليوم العالمي لسلامة الأغذية.
ما هو اليوم العالمي لسلامة الأغذية؟
أُقر هذا اليوم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2018، ويتم الاحتفال به سنويًا في 7 يونيو. الهدف منه هو تعزيز الجهود العالمية لضمان سلامة الغذاء، وهو ما ينعكس مباشرة على صحة الإنسان، ونمو الأطفال، وتطور الاقتصاد العالمي.
يشارك في هذا اليوم كل من منظمة الأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) بشكل فعال، من خلال مبادرات وبرامج توعوية وتدريبية تستهدف العاملين في مجال الغذاء والمنتجين والمستهلكين على حد سواء.
لماذا سلامة الأغذية أمر بالغ الأهمية؟
ربما نأخذ الأمر ببساطة حين نشتري الطعام من المتجر أو نطلب وجبة من مطعم، ولكن الواقع أكثر تعقيدًا. فالغذاء غير الآمن مسؤول عن أكثر من 600 مليون حالة مرض سنويًا، وهو سبب رئيسي للوفيات في العديد من الدول، خاصة النامية.
يشمل مفهوم “سلامة الأغذية” كل الخطوات التي تضمن أن الطعام لا يحتوي على مسببات أمراض أو ملوثات أو مواد كيميائية خطرة تؤثر سلبًا على الصحة. وهذا يبدأ من المزرعة، ويمر بعمليات التصنيع، والنقل، والتخزين، وصولًا إلى الطهي والتقديم.
أخطر الأمراض المنقولة عبر الغذاء
من المعروف أن التلوث الغذائي قد يكون سببًا في أمراض خطيرة، ومن أبرز مسببات التسمم الغذائي:
- السالمونيلا: تسبب الحمى والإسهال والتقيؤ.
- نوروفيروس: يؤدي إلى التهاب المعدة والأمعاء.
- العنقوديات الذهبية: قد تفرز سمومًا تؤثر على الجهاز الهضمي.
- المطثيات الحاطمة: قد تسبب مضاعفات شديدة، خصوصًا لدى كبار السن.
- العطفية: تصيب الأمعاء وتسبب الإسهال والحمى.
- تأثير هذه الميكروبات لا يقتصر على أعراض بسيطة، بل قد يمتد إلى الوفاة في الحالات الشديدة، خاصة مع الأطفال، والمسنين، وأصحاب المناعة الضعيفة.
كيف يمكن الوقاية من التسمم الغذائي؟
الخبر الجيد أن معظم حالات التسمم الغذائي يمكن الوقاية منها بنسبة 100% باتباع ممارسات بسيطة لكنها فعّالة:
- غسل اليدين قبل وبعد تحضير الطعام.
- طهي الطعام في درجات حرارة مناسبة.
- حفظ الأطعمة القابلة للتلف في أماكن باردة.
- تجنب تناول الأطعمة منتهية الصلاحية أو التي لا تبدو طازجة.
- الاهتمام بنظافة المطبخ وأدوات الطهي.
جهود المنظمات العالمية في تعزيز سلامة الأغذية
تسعى منظمات مثل FAO وWHO إلى بناء أنظمة فعالة تضمن سلامة الغذاء عالميًا، عبر:
- إصدار تشريعات ومعايير عالمية.
- تدريب العاملين في قطاع الأغذية.
- دعم الحكومات في بناء أنظمة رقابية.
- التوعية المجتمعية بأهمية الموضوع.
- كما تُعتبر Codex Alimentarius (الدستور الغذائي) مرجعًا عالميًا يضم جميع القواعد والمبادئ التوجيهية الخاصة بسلامة الغذاء.
أنشطة يمكنك القيام بها في اليوم العالمي لسلامة الأغذية
سواء كنت فردًا أو مؤسسة، إليك بعض الأفكار للمشاركة بفعالية في هذا اليوم:
- التوعية عبر السوشيال ميديا: انشر معلومات عن سلامة الغذاء، استخدم الوسوم مثل:
- #اليوم_العالمي_لسلامة_الأغذية
- #WorldFoodSafetyDay
- ورش عمل ومحاضرات: يمكنك دعوة أخصائيين في التغذية أو الصحة العامة للحديث عن طرق حفظ الطعام.
- فيديوهات تعليمية: أنشئ محتوى مرئي حول كيفية غسل الخضروات أو طهي اللحوم بطريقة آمنة.
- مبادرات في المدارس: عرّف الطلاب على مخاطر الطعام غير الآمن من خلال أنشطة تفاعلية.
- أنشطة الشركات: خصص هذا اليوم لتقييم معايير سلامة الغذاء في شركتك أو مطبخك.
التسويق في اليوم العالمي لسلامة الأغذية
إذا كنت صاحب عمل في قطاع الأغذية أو التغذية، فهذا اليوم فرصة ذهبية لتعزيز صورة علامتك:
- شارك محتوى توعوي على منصاتك الرقمية.
- نظم عروض خاصة للمنتجات العضوية أو الصحية.
- قدّم ورش عمل للعملاء عن تخزين الطعام الصحي.
- تعاون مع مؤثرين مهتمين بالتغذية لنشر رسائل توعوية.
- تسويقك بمحتوى هادف يزيد من ثقة الجمهور بك، ويعكس مسؤوليتك الاجتماعية، ويرسخ علامتك كاسم موثوق.
كيف نُعزز ثقافة الغذاء الآمن في حياتنا اليومية؟
المسؤولية لا تقع فقط على الجهات الرسمية. كل فرد يستطيع أن يكون جزءًا من التغيير من خلال:
- تثقيف نفسه وأسرته حول أفضل ممارسات سلامة الأغذية.
- التحقق من نظافة الأطعمة قبل شرائها.
- دعم الشركات التي تلتزم بالمعايير الصحية.
- الإبلاغ عن الحالات غير الآمنة في المطاعم أو المتاجر.
- كل قرار تتخذه بشأن طعامك اليوم، هو استثمار في صحتك غدًا.
ختامًا: دعونا نحتفل بالغذاء الآمن كل يوم
اليوم العالمي لسلامة الأغذية ليس مجرد مناسبة، بل هو دعوة مفتوحة لكل فرد بأن يُصبح جزءًا من الحل. الغذاء الآمن لا يحدث بالصدفة، بل هو نتيجة وعي، تعاون، وممارسات صحيحة.
7 يونيو 2025 هو تذكير عالمي بأننا نملك القدرة على تحسين صحتنا عبر طبق الطعام. فلنغتنم هذه الفرصة، ولنكن حراسًا على طعامنا، من أجلنا ومن أجل الأجيال القادمة.
